حزب الإصلاح والتنمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


حزب الاصلاح و التنمية هو حزب سياسى مصرى أنشأه مجموعة من الشباب المخلص لوطنه بهدف اشتراك المواطنين فى الحياة السياسية و مواجهة الفساد و العمل على بناء حياة كريمة لنا جميعا فى و طننا الحبيب مصر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جميلة بوحريد.. عظمة الجهاد وظلم الوطن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
ADMIN
ADMIN
Admin


عدد المساهمات : 383
تاريخ التسجيل : 24/11/2009

جميلة بوحريد.. عظمة الجهاد وظلم الوطن Empty
مُساهمةموضوع: جميلة بوحريد.. عظمة الجهاد وظلم الوطن   جميلة بوحريد.. عظمة الجهاد وظلم الوطن I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 6:00 am

جميلة بوحريد.. عظمة الجهاد وظلم الوطن



بقلم د . إبراهيم البحراوى


أرجو من السطر الأول ألا يتصور أحد هنا
فى مصر أو هناك فى الجزائر أن لهذا المقال علاقة بسخافات كرة القدم
وممارساتها المتخلفة بأى درجة.. جوهر الموضوع هنا بوضوح شديد لا يتعلق
بالجزائر وحدها بل بكل الأقطار العربية حيث نرى الظلم الذى يتعرض له
المجاهدون والمحاربون الذين ساهموا فى معارك التحرير الوطنى ضد الغاصب
المحتل وضربوا الأمثلة الخالدة فى معانى الفداء والتضحية بالنفس.
ما
أفظع الظلم عندما يقع لهؤلاء على أيدى أبناء وطنهم الذين يمتلكون السلطة
ويتحكمون فى الثروة الوطنية وتوزيعها حيث توزع الهبات والاقطاعيات من
أراضى الوطن وموارده على المحاسيب الذين لم يعرفوا يوماً معنى التضحية
للوطن، وحيث يحرم المجاهدون فى شيخوختهم وشبابهم من أبسط حقوق الحياة،
ويلقون إلى هامش الحياة يعانون العوز والمرض دون أن يغيثهم القائمون على
شؤون الوطن، لقد روعنى حوار تابعته على قناة الجزيرة يوم الجمعة الماضى
بعد نشره أخبار الثالثة عصراً حول الاستغاثة التى أطلقتها المجاهدة
الأسطورة جميلة بوحريد ونشرتها بالفرنسية فى صحيفة الوطن الجزائرية
وبالعربية فى صحيفة الشروق الجزائرية أيضاً.
فهمت من الحوار الذى
شارك فيه صديق لجميلة من باريس اسمه هشام عبده ومن الجزائر صادق بوقطاية
أحد المسؤولين الحكوميين، أن جميلة بوحريد تعانى مرضاً شديداً وأنها فى
ذات الوقت تكابد فى شيخوختها الحاجة الاقتصادية لدرجة أنها مدينة لبائع
الخبز والبقال وغيرهما من بائعى المواد الغذائية، مانشيت صحيفة الشروق
الذى ظل يظهر على الشاشة جاءت كلماته تفطر القلب حيث تقول «جميلة بوحريد
تستغيث بالشعب الجزائرى للعلاج بالخارج».
لقد جرى سجال بين صديقها
هشام والمسؤول الحكومى فهمنا منه أن الهبات والعطايا والمنح والرواتب
المخصصة للمجاهدين تمنح لأشخاص لا علاقة لهم بالجهاد فى حين يحرم
المجاهدون الحقيقيون من حقوقهم فى ثروة الوطن ولقد حاول المسؤول الحكومى
أن يصحح الصورة بالقول بأنه من عائلة مجاهدين وأنه يحصل هو وعائلته على
حقوق المجاهدين دون أى معاناة.
بقيت الحقيقة المريرة فى نهاية
الحوار أمامنا تجسدها كلمات الاستغاثة التى كتبتها جميلة مناشدة أبناء
الشعب الجزائرى مساعدتها فى الحصول على العلاج كما تجسدها كلمات صديقها
هشام حول سوء المعاملة التى تلقتها من أحد المسؤولين عندما عرضت عليه
مشكلتها، لم يخفف من المرارة قول المسؤول الحكومى إن الرئيس بوتفليقة أصدر
تعليماته فور اطلاعه على الاستغاثة بضرورة رعاية جميلة، ذلك أن المرارة
نبعت أصلاً من الوضع الذى أوصل مجاهدة بهذا الحجم الضخم فى نفوسنا نحن
الجيل الذى تربى على نموذج بطولتها وفدائها إلى حد الاستغاثة.
كان
من قبيل الصدفة القاسية أن أطلع على هذه المسألة فى نفس الأسبوع الذى جاءت
إلىّ فيه ابنتى الصغرى أمنية وهى تلميذة فى السنة السادسة الابتدائية
لتسألنى عن معانى بعض الكلمات فى درس للمطالعة تحت عنوان «فتاة من
الجزائر». كان الدرس عن جميلة بوحريد وكانت ابنتى الصغيرة مفتونة بهذه
البطلة التى قبض عليها الاستعمار الفرنسى منذ اثنين وخمسين عاماً،
وبالتحديد فى ٢٦ أبريل ١٩٥٧ كما هو وارد فى درس المطالعة الذى يدرس
للتلاميذ المصريين منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
عندما طلبت من ابنتى
بعد مشاهدتى حوار الجزيرة أن أستعين بكتابها فى كتابة المقال لمعت عيناها
فخراً بأن بطلتها العربية وكتابها سيساعدان أباها فى الكتابة، عندما
سألتنى الفتاة هل تريد أفكاراً عن تضحية جميلة قلت لها نعم، لقد شعرت
بالحرج الشديد أن أطلعها على سبب كتابة المقال وتصورت أننى سأشوش فى ذهن
ابنتى الصغيرة نموذج العطاء للوطن، إذا أطلعتها على حالة البؤس والمرض
والتهميش التى تعيشها بطلتها العربية وأرجو ألا يقع هذا المقال فى يدها.
إن
مخاطبة الموظفين الذين ينهبون ثروات الأوطان حول ضرورة رعاية المجاهدين لن
تؤدى إلى نتيجة فهؤلاء الذين أتقنوا فنون التملق والتسلق لقطف ثمار الثروة
الوطنية بدوافع الجشع وفساد الطباع لن تؤثر فيهم كلمات الوعظ النبيل، إن
الأمل فى جيل جديد تمسه نماذج الفضيلة الوطنية، وتؤثر فى وجدانه وتنمو معه
القيم بعيداً عن فساد الواقع.
اسمحوا لى أن أظهر لكم الفجوة الهائلة
بين عالم عظمة الجهاد والمثل الوطنية الفاضلة الذى تجسده جميلة بوحريد فى
أذهان أطفالنا وكتبهم المدرسية، وبين ظلم الأوطان وفساد السلوك وغياب
العدالة مما تجسده استغاثة جميلة، دعونا نقرأ بعض سطور الدرس الذى يحفظه
ويذاكره أطفالنا منذ سبعة وخمسين عاماً ودعونا نحاول معاً أن نبحث عن
الطرق التى تثبت النموذج الجميل فى أذهان أطفالنا عندما يكبرون، إن أخطر
ما يمكن حدوثه لجيل الصغار هو أن يكتشف التناقض الهائل بين أسطورة المجد
والفخار التى يتعلمها طفلاً،
وبين فساد الواقع الذى قد يلامسه
عندما يكبر فيفقد الثقة ويدخل فى حالة انعدام التوازن، دعونا لنرى بأنفسنا
ماذا يتعلم أبناؤنا عن جميلة المجاهدة فى السنة السادسة ولنقرأ بعضاً من
الدرس فى كتاب سلاح التلميذ فى اللغة العربية لعل كبار الموظفين فى
الجزائر، يدركون فداحة إهمالهم لهذه البطلة.
تحت عنوان أهداف الدرس نقابل ما يلى: - فى نهاية الدرس ينبغى أن يكون التلميذ قادراً على أن يذكر ما قامت به جميلة بوحريد لوطنها.- أن يستخدم بعض تعبيرات الدرس فى جمل من عنده.- أن يبدى رأيه فيما قام به الاحتلال الفرنسى تجاه جميلة ووطنها.وتحت عنوان ماذا نتعلم فى هذا الدرس نقابل ما يلى:- الفداء والشجاعة فى سبيل الوطن.- المشاركة بإيجابية لحل مشكلات الوطن.- القضايا المتضمنة:- حقوق المرأة ومنع التمييز ضدها.- التربية من أجل المواطنة.بعد
ذلك نجد تحت عنوان تقديم: قامت فرنسا باحتلال الجزائر فهب الشعب الجزائرى
لمقاومة هذا المستعمر الغاصب وظهرت كثير من البطولات، واستشهد عدد كبير من
أبنائها دفاعاً عن أرضها وطرد المستعمر الفرنسى وقد تحقق لها النصر وهزيمة
المعتدى ونالت حريتها واستقلالها، وإليك قصة إحدى فتيات الجزائر وهى
المجاهدة الصامدة والشجاعة «جميلة بوحريد».
وتحت عنوان «مثل رائع
للتضحية فى سبيل الوطن نقرأ ما يلى مع أبنائنا: فتاة جزائرية باسلة لم
تتجاوز سنها الثانية والعشرين ضربت مثلاً رائعاً للفتاة العربية فى
التضحية من أجل الوطن حين رأت وطنها تحت سطوة المستعمر الفرنسى فوهبت
نفسها لمحاربة هذا المستعمر. عذبها الفرنسيون فما وهنت وحكموا عليها
بالموت فلم ترهب حكمهم فمن هذه المخلصة الباسلة؟ إنها جميلة بوحريد.
على
هذا المنوال السابق يسير الدرس يزرع نور الوطنية فى قلوب وعقول أطفالنا
ويحرك طاقات حب الوطن داخلهم، أرجو أن يقرأ كبار موظفى الجزائر هذا الدرس
وأن ينتبه أمثالهم فى جميع الأقطار العربية إلى أن حكم التاريخ لن يرحمهم
ولا غضب الرأى العام أيضاً
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rdpegypt.yoo7.com
 
جميلة بوحريد.. عظمة الجهاد وظلم الوطن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصريون يتبرعون بـ80 ألف جنيه لعلاج جميلة بو حريد
» سامى أبوزيد في أول تصريح له بعد توليه منصبه الجديد : نحن في صراع مع الزمن والحزب سيعمل من خلال محوريين رئيسيين .. سنقدم للبرلمان نموذج للمعارضة الموضوعية البناءة التي تقدم الحلول والبدائل ... نحن نعمل بإخلاص من أجل بناء الوطن و تنميته .. ولسنا تجار سيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حزب الإصلاح والتنمية :: المنتدى السياسى :: مقالات-
انتقل الى: