خواطري في ليلة الثورة .. بقلم . سامى أبوزيــد

خواطري
في ليلة الثورة


بقلم . سامى أبوزيد




سامى أبوزيد و بعض أعضاء الحزب أثناء الاجتماع التحضيرى لمشاركة الحزب فى مظاهرات 25 يناير






كنت أعيشها كاليالى العيد التي عشتها في صبايا .. ولكن كانت فرحتي
بليلة عيد يشوبها القلق


جالت خواطري بفكري وتسامت مشاعري بنبل الهدف


قلقي على نتائج الحدث المرتقب جعل القلم يرتعش بين أناملي


صلواتي ودعواتى في تلك الليلة كانت هي المشهد الأبرز


كنت على يقين بأنه حدث جلل وغير مسبوق في تاريخ مصر رغم تشكيك البعض في
جدواه


يقينا كان مصدره حسا أمنيا لرجل ذو خلفية عسكرية يرتب أفكاره وفق قواعد
تقدير الموقف


كانت تحضرني خواطر ومشاهد لمظاهرات عشتها في صبايا في الستينات


وكان أبرزها .. مشهد بدايات المظاهرات والأسلوب الذي كنا نتبعه لانطلاقها


فكان يؤلف أحدنا أغنية تظاهرية تتناسب مع الحدث


ليقف أحدنا فى بداية الأمر وسط مجموعة صغيرة من المتظاهرين والتى تمثل اللبنة الأولى للمظاهرة في شكل دائرة وسط أحد
الأحياء الشعبية


وذلك لحشد أكبر عدد ممكن للمظاهرة.. ثم الانطلاق إلى الميادين العامة بأعداد غفيرة


يغنى أبياتها ليرد عليه المتظاهرين بمذهب الأغنية بشكل متكرر عقب كل
بيت


قررت أن أستعيد ذلك المشهد لأرض الواقع ليكون بداية الانطلاق للمجموعات
المشاركة من أعضاء الحزب فى مظاهرات 25 يناير


وقمت بتأليف الأغنية التظاهرية التي عرضتها في ليل الرابع والعشرون من
يناير على بعض أعضاء الحزب أثناء الاجتماع التحضيري للمظاهرات
كما قمت بنشرها على صفحة جروب خالد سعيد فى تلك الليلة


سطرت كلماتها في الليلة التي سبقت الاجتماع.. وكأنني أرى المشهد الذي
سوف يحدث بأم عيني .. والتي اتسقت إلى حد كبير مع الحدث


هنا يجب أن أنوه أن الأغنية التظاهرية يتكرر فيها المذهب وراء كل بيت
لتردده المجموعة بينما الذى يقوم بغناء الأبيات هو قائد المجموعة بمفرده


هيلا هيلا


هيلا هيلا وهيلا وهيلا .. هتقومى يا مصر الليلة

هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هنغنى غنوة جميلة


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

هيلا هيلا وهيلا والله ... هتقومى وكله على الله


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

وصبرنا اتحملنا كتير .. وصبرنا عليكو بلا نيله


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

قال قعدوا يقولوا فــ شعارات ... قالوا مصر هتتقدم بينا


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

وسقونا مــ المر سنين ... وباعوا ثرواتنا لأعادينا


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

وبلدنا مافيهاش تعليم ... ولا فى حد يقرينا


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

هتقومى يا مصر بأهاليكى .. بمحمد وجاد الله ومينا


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

الليلة العالم هايشوفنا... بنحقق أغلى أمانينا


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

لا بطالة ولا فقر اليوم ... دا ولادك صحيوا مــ النوم


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

ولا فاسد يسرق أراضينا... ولا حاكم هايمن علينا


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

يا مصر يا بلد الأحرار ... ما بنقبل حكم الأشرار


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

ولا ظالم يتحكم فينا ... ولا قاتل يقتل أهالينا


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

لا هنسمح تزوير إرادتنا ... ولا حد ولا حد هيسرق أصواتنا


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة

ولا حرامية تسرق قوتنا ... و هنغير كل ده بإ يدينا

هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... هتقومى يا مصر الليلة



سطرت كلماتها فى سلاسة غريبة وبمجرد إنتهائى من تأليفها عرضتها بواسطة
صندوق بريد الفيس بوك على أحد شخصيات أهل الفن


والتى أحظى بمعرفتها وأرائها السديدة .. وجاءني الرد منها بالإشادة بكلماتها
.. ثم استرسلت فى ردها بدعابة طريفة قائلة


هيلا هيلا وهيلا وهيلا ... وهنبات في القسم الليلة


لم يكن أحد يعرف حينها ما تخفيه لنا الأقدار .. من الذي سوف يقف خلف القضبان
؟ .. ومن الذي سوف يكون في عداد الجرحى أو الشهداء .. ومن الذي سوف يحيا ليكمل طريق
النضال نحو الحرية والكرامة ؟


كتبت هذا المقال لأسجل خواطري في ليلة تاريخية .. لعل أن تحظى بسطر .. في
صفحة ..في كتاب .. فى مجلد تاريخ الحزب الذي أنتمي إلية وشرفت بالمشاركة في تأسيسه